يسر حافظ جاليري أن يعلن عن افتتاح معرض سَعَف من ذهب، المعرض الفردي للفنان السوري حسام بلّان، والمقرر افتتاحه في 12 نوفمبر 2025 في H19، بمنطقة جاكس – الرياض، عند الساعة السابعة مساءً. يستمر المعرض حتى 13 ديسمبر 2025.
يتشكل معرض سَعَف من ذهب من حديقة النخيل التي طالما تأملها بلّان من نافذة مرسمه، ومن سنوات من الذاكرة البصرية المتراكمة؛ مشاهد طبيعية ومعمارية ولحظات عابرة استقرت بهدوء في وعي الفنان. تتحول الهندسة الحيّة للنخلة – بجذعها الصاعد، وأوراقها المقوّسة، حوافها المسنّنة, إلى وعاء تتلاقى فيه الذاكرة مع المعمار.
تمثل أعمال الفنان الأخيرة تأملًا عميقًا في كيفية أن الاغتراب يُسهِم في حدة عملية التذكّر. وكما يوضح بلّان، تتحوّل الذاكرة "من تفاصيل دقيقة إلى إحساسات متعددة، تُعاد تشكيلها بالعاطفة والزمن، لتبني هوية جديدة قابلة للتكيف من طبقات متذكّرة". في لوحاته، يتجلى التفاعل بين الضوء والشكل بنبرة روحانية هادئة، موضحًا أن الصورة لا تقتصر على ما تراه العين فقط، بل تشمل الطريقة التي يكشف بها الضوء ويخفي ويمنح المعنى.
يرتكز المشروع على الهندسة البنيوية لشجرة النخيل: في جذعها الصاعد، وتفرّع أوراقها من المركز، حوافها المسننة التي تشكّل أشكالًا مثلثية. ومن خلال هذا البناء العضوي، يستحضر بلّان ملامح العمارة الشامية التقليدية: الأقواس، والقباب، والفراغات المضيئة، والفجوات المحسوبة بعناية. تظهر النخلة هنا ليس فقط كعنصر نباتي، بل ككيان معماري حيّ، متفاعل بالشكل والوظيفة.
لا يسعى بلّان في أعماله إلى استعادة الذاكرة الشامية بشكل مباشر. بل يخلق "مسارًا داخليًا من تلك الذاكرة نحو مكان جديد، لا يُبنى أبدًا على الفراغ، بل على الطبقات التاريخية المتراكمة التي تعيش داخل الاستذكار". تصبح كل لوحة إعادة تموضع مقصودة، تشكّل هوية قابلة للتكيف، تتكيف مع التغيير دون أن تقطع جذورها.
مشر وع بلان يسعى أيضًا إلى خلق هارمونية بنائية، تقوم على تناغم بين الألوان الدافئة والباردة، بين الضوء والظل، بين النهار والليل. هذا التعاقب الذي يشكّل إيقاعًا داخليًا عميقًا، يستند إلى إيقاع كوني أشار إليه النص القرآني: “يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ” إنها حركة مستمرة، وتحوّل لا يتوقف، ينعكس في البنية التشكيلية للعمل الفني.
كل لوحة في هذا المشروع تتجاوز كونها سطحًا تصويريًا؛ إنها فضاء داخلي، مبنيّ من ضوء وطبقات، من انتقالات جسدية ووجدانية، ومن تراكب بين ذاكرة العمارة ومرونة النخلة. إنها محاولات متكررة لإعادة صياغة الانتماء عبر لغة بصرية تحتضن المكان وتعترف بتعدّد جذوره. يتدفق في بنية كل عمل شعور بالحركة المستمرة والتحوّل الدائم.
يُبرز المعرض تطور بلّان من أعماله السابقة فائقة الواقعية والمفصّلة إلى أسلوب مبسّط يذكّر بالتصوير المصغّر. ويعكس هذا التحوّل، المستوحى من أبحاثه وفلسفة التصوّف، وخصوصًا فلسفة الإشراق، واهتمامه بتقطير الشكل إلى جوهره.
استنادًا إلى مفهوم أن الذاكرة تحفظ التجارب كـ "انطباعات غامضة ومتعددة الأبعاد" بدلًا من الخطوط والألوان الدقيقة، يقوم بلّان عمدًا بتقليل التفاصيل في لوحاته. غالبًا ما تتركز عناصر اللوحة في مركزها، مع اعتماد أبعاد معدّلة وإضاءة تخلو من ثقل الظلال، لتعكس اللغة البصرية للأيقونات.
عن الفنان
ولد الفنان حسام بلّان عام 1983 في السويداء، سوريا، وهو رسام تجسيدي تتميز لوحاته بمهارات فنية متقنة ومسار أكاديمي واسع. شغل منصب عضو في جمعية أعضاء الهيئة التدريسية بجامعة دمشق حتى عام 2015، وشارك في ورش عمل مع فنانين دوليين، بما في ذلك خوسيه فريكسانيس، وتدرّب على الرسم الجداري إلى جانب بيبي بولا بين عامي 2003 و2007.
عرض بلّان أعماله في معارض فردية وجماعية لدى مؤسسات مرموقة مثل أيام جاليري، مارك هاشم جاليري، صالِح بركات جاليري، والمركز الثقافي الفرنسي في دمشق، مع تقديم معارضه في مختلف أنحاء العالم. تُعرض أعماله ضمن العديد من المجموعات العامة والخاصة.
للاستفسارات الصحفية، المقابلات، أو الحصول على صور عالية الدقة، يرجى التواصل مع:
هبة المعاز helmoaz@hafezgallery.com
كنزة الزواري kenza@hafezgallery.com
منى بن عبدالعظيم mouna@hafezgallery.com

.png)